قرأت في العدد (44) لشهر ذي القعدة 1419هـ مقال «اختراع بديل للعصا» للأخ فهد بن محمد بن فهد السويح وهذا رد على ذاك المقال. فأقول:إذا كان إعداد اللوائح والقرارات والأنظمة والأساليب التربوية يهدف إلى تيسير العمل وتطوير العملية التربوية فإن هناك بعض القرارات تنعكس سلباً على من هو أكثر ارتباطاً بالعملية التربوية وهو المعلم كمنع الضرب ومنع تأنيب الطالب أو إخراجه أو نقله إلى مكان آخر أو ... أو .. أو ... إذ إن هناك بعض المواقف يتطلب الحسم فيها الضرب، وبمنع الضرب يفتح الباب على مصراعيه للطالب في حرية التصرف ويصبح هو سيد الموقف وليس المعلم، كما يؤدي ذلك إلى ظهور بعض التصرفات اللاتربوية عند الطالب تجاه المعلم ولا شك أنها تضر بالسلوك التربوي كالتعدي على المعلم بالشتم أو الضرب أو التهديد أو عدم الاهتمام والإنصات لما يقول.. وهنا يفقد المعلم سلطته ومكانته داخل المدرسة والمجتمع وهو ما ينعكس سلباً على نفسية المعلم ويتسبب في الإحباط النفسي مما يجعل المجتمع ينظر إلى المعلم بصورة سلبية، لذلك لا أرى بديلاً للعصا وللضرب اليسير. والأجدر بنا -نحن المسلمين- أن نضع الأساليب والطرائق التربوية من خلال دستورنا وهو القرآن الكريم، وإن لم يكن الضرب اليسير مجدياً فلماذا يأمرنا به الله سبحانه وتعالى تجاه زوجاتنا؟ قال تعالى {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً}.ويبدو أننا نسينا أو تناسينا ما جادت به قرائح علمائنا الأجلاء في ميدان التربية وضربنا به عرض الحائط إذ لابد من العودة إلى الفكر التربوي عند علماء المسلمين السابقين واللاحقين.إن هذه الالتفاتة السريعة والسطحية لهذا الموضوع لا تعني أننا أحطنا بالموضوع أو ألممنا به بل حسبنا أننا أشرنا إلى ما يجب أن يشار إليه وهذا ما يفتح الباب لأهل الاختصاص من أجل إعادة النظر في بعض القرارات واللوائح التربوية التي قد تكون المسؤولة عن هدر مكانة المعلم.
عبدالله باطير