برلين: نجح باحثون ألمان في معرفة قرارات الإنسان بشكل مسبق من خلال مراقبة نشاط المخ، واكتشفوا أن النموذج العصبي الذي ينبئ بتصرف محدد للإنسان يظهر قبل 10 ثوان تقريبا من صدور هذا التصرف.
وفي محاولة للإجابة عن التساؤل حول ما يحدث لمخ الإنسان في حالة التفكير، نجح العلماء في مراقبة نشاط المخ أثناء العمل من خلال استخدام آخر التقنيات، واستطاعوا عبر أبحاثهم المكثفة معرفة أنشطة الخلايا العصبية وقراءة بعض أفكار الإنسان.
ويقول البروفيسور جون دايلان هاينيس من مركز "بيرنشتاين" لأبحاث المخ والأعصاب خلال مؤتمر عُقد في شتوتجارت جنوب ألمانيا إن عثور العلماء على نماذج خاصة لانطباع الأفكار في المخ يجعلهم يعرفون ما يفكر فيه الشخص المعني.
وطرحت نتائج البحث الكثير من الأسئلة سواء على المستوى الأخلاقي أو الجنائي أو الديني، فقد اكتشف البروفيسور هاينيس خلال إحدى التجارب مركز اتخاذ القرارات في المخ وكيفية اتخاذها.
ويقول هاينيس إنه كان على المتطوعين المشاركين في التجربة أن يقرروا ما إذا كانوا سيقومون بعملية الطرح الحسابي أو عملية الجمع دون إبداء ذلك للقائمين على التجربة واستطاع العلماء استقراء قرارهم بنسبة نجاح لا تقل عن 70 بالمئة، وفقا لراديو سوا.
وأشار إلى أن العلماء قاموا خلال التجربة بمد أجهزة الكمبيوتر بما وصفه ببصمة الأفكار أي بحركة الخلايا العصبية وتفاعلاتها ونشاطها بشكل عام عندما يقوم الجسم بعملية الطرح أو بعملية الجمع ثم مقارنة هذه البصمة أو الانطباع أو الصورة بصورة مخ المتطوعين أثناء قيامهم بإحدى هاتين العمليتين.
ووجد الباحثون أن الكمبيوتر أظهر النموذج العصبي الذي ينبئ بتصرف محدد للإنسان قبل 10 ثوان تقريبا من صدور هذا القرار، مما دفع البروفيسور هاينيس لإعادة طرح السؤال القديم حول حرية الإنسان وما إذا كانت تصرفاته محددة من خلال أنشطة عصبية في المخ.
ويعمل البروفيسور ماركوفيتش أيضا في إعداد التقارير الصحية لبعض الجهات القضائية، كما أنه أثبت ما سماه "بصمة الكذب" حيث وجد أثناء إحدى التجارب مع الطلاب أن الخلايا العصبية تنشط بشدة في منطقة الجبهة عندما يبدأون في قص حكايات حقيقية بناء على طلب القائمين على التجربة، ثم تنشط الخلايا العصبية بغزارة في مؤخرة الرأس عندما يبدأون في قص حكايات مختلقة.