منتدى بسمة
منتدى بسمة
منتدى بسمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بسمة

منتدى شامل يشمل كل ما يخطر ببالك
 
الرئيسيةبسمةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» بعد صراع مرير مع سرطان الثدي
سارتر I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 29, 2013 3:06 am من طرف ساعية لرضى الله

» فرصه الفرص لاستثمار او حتي لاسكان
سارتر I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 24, 2013 9:49 am من طرف marseille

» ٢ جنيه تراجعاً فى سعر الذهب عيار ١٨.. والركود يسيطر على السوق
سارتر I_icon_minitimeالجمعة أبريل 19, 2013 3:41 am من طرف موزموزيل

» الخوارزمــــــــــــي الصغيـــــــــــــــــــــــر
سارتر I_icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 8:57 am من طرف سارة الشريف

» علاج القولون العصبي بالغذاء الطبيعي
سارتر I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 29, 2012 3:35 am من طرف عياديهناء

» مرض الشك و الوسواس؟
سارتر I_icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2012 5:25 am من طرف صدقة

» نبتة الغافث؟
سارتر I_icon_minitimeالإثنين أبريل 16, 2012 1:01 pm من طرف صدقة

» أسئلة على الباب الثالث فلسفة للمرحلة الثانية
سارتر I_icon_minitimeالإثنين مايو 23, 2011 1:52 pm من طرف زائر

» قانون 82 لسنة 2006
سارتر I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 29, 2010 12:55 pm من طرف بسمة فودة

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

 سارتر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بسمة فودة
Admin
بسمة فودة


عدد المساهمات : 1672
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 38

سارتر Empty
مُساهمةموضوع: سارتر   سارتر I_icon_minitimeالجمعة يونيو 11, 2010 8:27 am

و(سارتر) نفسه يقول : أنه عندما أصدر مسرحية (الذباب) أيام الأحتلال الألماني كان يريد أن يدلل على أنه من الممكن أن يتحمل الإنسان نتائج هذه الحرية ، فهو يعلم أن هذه المسرحية تسخر من الألمان وتسخر من حكومة (فيشي) ، فحكومة (فيشي) كانت تؤكد للشعب الفرنسي دائماً أن ما أصاب الفرنسيين كان سببه أن الفرنسيين يستحقون هذا الهوان وهذا العذاب، وأنهم يجب أن يتذكروا ذلك دائماً، وأن يندموا على أهمالهم وعلى حماقتهم كل السنوات التي سبقت الأحتلال والتي ظهرت فيها أستعدادات (هتلر) للقيام بحرب شاملة في أوروبا. بل أن (سارتر) ذهب إلى ابعد من ذلك عندما قال:” أن الشعب الفرنسي لم يكن يوم من الأيام حراً كما كان أيام الأحتلال الألماني” وهي جملة غريبة ولكن قول (سارتر) لها أغرب وأجمل : فهو يرى أن الألمان قد حملوا عن الشعب كل المسؤولية، فهم وحدهم الذين جردوا الشعب الفرنسي من كرامته ومن قيمه الأخلاقية وهم وحدهم الذين جردوا المجتمع من ترابطه وتماسكه أو من جاذبيته الأرضية والأجتماعية، فالناس احرار فيما يختارون – من جديد – من قيم ومثل عليا ومن أعمال ضد الألمان او لحسابهم.


لقد جاء الألمان وأحتلوا فرنسا.. أحتلوا قيادتها وأمسكوا مصيرها وليس على الشعب الفرنسي إلا أن ينهض من جديد.. إلا أن يقرر من جديد.. إلا أن يكون مسؤولاً من جديد.. وعلى كل فرنسي أن يختار وحده وبمعزل عن الآخرين أن يعيش خائناً أو يموت شريفاً ، ففرنسا في ذلك الوقت كانت جمهورية الصمت ، الكل صامت في مواجهة الموت، وإذا نحن أردنا أن نصوغ هذا القول صياغة علمية بعيدا عن الومضات البيانية والحدسية أمكننا أن نقول ببساطة – وبحق – أن الألمان قد حققوا الحرية للفرنسيين حين أحتلوهم ذلك أنهم حرروهم من الشعوربالأثم ، لأن أنزال العقاب بالمذنب يخفف عنه الشعور بالذنب، ومن ثم يطلق قواه التي كبلها الندم والألم. والكلام عن الحرية يجر ألى الكلام عن الأشتراكية ، وقد أختار (سارتر) في السنوات العشر الأخيرة أن يقف إلى جانب المعسكر الأشتراكي، إلى جوار الطبقة العاملة ، الطبقة التي ولد افرادها معدمين، فكل أنسان يولد في الطبقة العاملة لا يجد شيئاً في أنتظاره، لا الوظيفة ولا اللقب ولا التركة، أنه موجود لأن أباه وأمه عاجزان عن تحديد النسل، أنه ليس كأبناء الطبقة البورجوازية، فكل واحد منهم يولد عن عمد فله أسمه وله وظيفته وله طبقة يحتمي فيها وله مستقبل.
أما أبناء الطبقة العاملة فمستقبلهم في أيديهم الضمان الوحيد لحياتهم هو أن يعملوا، وخلاصهم يتحقق عن طريق العمل، والعمل نفسه يصبح حقاً وواجباً باتحاد العاملين.
كانت كل مسرحيات وقصص (سارتر) تسخر من أبناء الطبقة الوسطى وتنير الطريق للطبقة الفقيرة العاملة، والأقليات المضطهدة كالزنوج مثلاً ، ففي مسرحية (المومس الفاضلة) نرى (سارتر) يقف إلى جوار المومس وإلى جوارٍ الزنجي ، ويروي أن الشرف والصدق صفتان لهما، وأن الفقراء ليس لهم من درع إلا الشرف وليس لهم شيء آخر يحميهم من الأغنياء وليس لديهم شيء أخر يجعل الأغنياء يقفون عاجزين أو يظهرون عاجزين “ فالغني الذي تصور أنه يستطيع بأمواله وسلطانه أن يشتري شرفي أستطيع أن أجعله يشعر بأنه عاجز وبأن ماله لا قيمه له وأن نفوذه لا يساوي شيئاً عندما أرفض أن أبيع شرفي، وعندما أرفض أن أبيع شرفي فمعنى ذلك أنني في وضع أعلى وأقوى وأحسن وأن الذي أملكهُ أكبر من أن يشتريه، وأنه أصغر من أن يشتريني، فالشرف والأمانة وكلمة (لا) هي وحدها التي تجعل القادر عاجزاً والغني فقيراً، والأبيض أكثر سواداً من أي زنجي”. وليس العمل وحده هو الذي يرفع الناس إلى الأمام ولكنه العمل الواعي المشترك ، فالعمل الواعي المشترك هو مادة التاريخ نفسه.
والتاريخ ليس قوة تحركنا من خارجنا ولكنه قوة فينا، نتحرك به ونصنعه، فأنتَ تصنع حياتك يوماً بعد يوم، والشعوب تصنع تاريخها جيلاً بعد جيل. والفلسفة الوجودية لا يمكن أن تكون لها دلالة ،إلاإذا كانت لها رسالة ولا يمكن أن يكون الأديب أو الفيلسوف أو الفنان مخلصاً إلا إذا ألتزم ، إلا إذا كان مسؤولاً عن نفسه وغيره، وإلا إذا أحس أنه يفعل – كل ما يفعله – من أجل الناس ومن أجل كرامة الإنسان، ولا كرامة بلا حرية. والأختيار الحر الذي أتخذه كل منا لحياته كان أختياراً حقيقياً لأنه أختيار أتخذ وجهاً لوجه مع الموت. لقد تقدمت ظروف النضال لأولئك الذين أنخرطوا في سلك المقاومة السرية خير من نوع جديد ، فهم لم يحاربوا على المكشوف في وحدة بل واجهوا التعذيب متوحدين عراة في حضرة معذبيهم.
والمسؤولية المطلقة في الوحدة المطلقة: أليس هذا هو التعريف الكامل للحرية؟ ومن ثم أقيمت في وسط الظلام والدم جمهورية هي أقوى الجمهوريات جميعاً، إذ ادرك كل مواطن من مواطنيها أنه قد وهب نفسه مسؤوليته ودوره في التاريخ وبالأختيار لنفسه في حرية أختيار الحرية للجميع، هذه الحرية الخالية من المنظمات والجيوش كانت مكسباً لكل فرنسي يثبت دعائمه الروحية في كل لحظة، لقد كانت جمهورية الصمت والظلام.
ولـ(سارتر) أيضاً موقف بارز من التفرقة العنصرية ، فيحدثنا عن الزنوج الذين يعملون في المطارات في أمريكا وليس لهم الحق في أن يكونوا طيارين.. فإذا سرق واحد من هؤلاء الزنوج طائرة كان هذا العمل تمردا على الوضع الذي فرضه الرجل الأبيض على الرجل الأسود، وهذه السرقة عمل فردي ولكنه يكشف عن وضع أجتماعي طبقي عنصري، وقد تكون عقوبة هذا الفعل هي السجن أو الموت، ولكن لن تصبح هنالك عقوبة كالسجن أو الموت عندما يقوم كل الزنوج بمثل هذه الأعمال التي يتمردون فيها على الأوضاع الجائرة التي فرضها البيض على السود، وأنما سيقومون برد فعل، ومهما كان هذا الفعل عنيفاً فأنه ضروري لحركة التاريخ الذي يصنعه الزنوج معاً، والبيض معاً أيضاً لأن التاريخ هو سجل الأعمال الواعية التي يقوم بها الناس معاً، وضد بعضهم البعض، أنه العمل معاً من أجل الناس جميعاً. قبل الحرب (39-1945) كان (سارتر) برجوازياً وكاتبا حراً يرفض كل قيد على الفكر السياسي، وبالتالي لا يستطيع الألتزام بموقف أو الأنخراط في حركة ، ناهيك أن ينظم إلى حزب لأنه كا يخشى أن يفقد حريته ، وأن يضطر إلى أعتناق أراء أو الدفاع عن تصرفات لا يقرها عقله ويرفضها ضميره ، ولئن كان مذهب (الوجودية) يدعو إلى العمل وتحقيق الفعل، فهو قد كان يخشى أن يؤدي تحقيق الفعل في الواقع العملي إلى ما يخيب رجاءه.
فماذا أصابه حين صار تحقيق الذات هدف حياته ورائد فلسفته، ماذا حدث في الحرب العالمية الثانية فجعل منه شعلة من النشاط والحيوية، هذا ما ينبغي أن نلتمسه عند أصحاب التحليل النفسي.
قد يكون من النتائج غير السارة التي تترتب على عدم تصرف المرء تبعاً لعواطفه الخلقية أن يصاب باحساس داخلي بالخطيئة أو العار الذي يلازمه طول حياته، ونشأت الوجودية السارترية في أعقاب الغزو النازي لفرنسا وما صحبه من شعور الفرنسيين بالخطيئة والأثم بعدم قيامهم بتقوية بلادهم وصيانة مصالحهم قبل الحرب، مما أدى بوطنهم العزيز ذي التاريخ المجيد والمكانة العالمية إلى الهزيمة والأحتلال والقهر على يدي أعدائهم التقليديين من الألمان ، ممن يقلون عنهم حضارة وثقاقة، وكان هذا الشعور يلازم الفرنسيين في هذه الفترة والشعور بالأثم شعور يصحبه توتر وحاجة إلى إزالة هذا التوتر.
ويمكن في حالة (سارتر) أن يقال أن رغبة منه في إزالة هذا التوتر قد لجأ لا شعورياً إلى حيلة من حيل التخلص من العذاب أو الشعور بالأثم وما يستلزمه من أنزال العقاب فأسقط الأثم على طرف آخر جعله مسؤولاً عما أصاب فرنسا كي يشعر هو بالبراءة من الأثم ذاته ووجد كبش الفداء في النظام البورجوازي في فرنسا وسياسة أمريكا وأنكلترا، فكان في كل مناسبة يهاجم كباش الفداء بدلاً من أن يقسو على نفسه في الشعور بالأثم، وهناك جانب آخر يمكن أن يقال في تفسير مناصرة (سارتر) لكل قضايا الشعوب المناضلة ضد الاستعمار، وهو من النتائج السارة للغزو الألماني لفرنسا، وما كان ليفعل ذلك لولا أنه ذاق بنفسه مرارة الأحتلال النازي لبلاده ومرارة السجن فصار منذ هذا التاريخ يسقط ما عاناه هو في هذه الفترة على الشعوب المستعمرة.
فجعله هذا – ربما دون أن يقصد- بطلاً من أبطال التحرير في العالم, ومما نلاحظ على وجودية (سارتر) “ وجوب أن يلتزم الإنسان – كل إنسان – بموقف محدد ويحافظ عليه حتى النهاية ...الخ”.
أن بهذه النظرية عيبين أساسيين، الأول أن الناس بينهم فروق واسعة جداً في الأستعداد الغريزي والأنفعالي والذكاء وتأثيرات البيئة، وديالكتيك النمو بحيث لا يمكن النظر إلى جميع الناس هذه النظرة الحماسية العامة التي لا تكاد تفرق بينهم، والثاني أن الموقف الذي يدعو إليه (سارتر) ليس ألتزاماً أمام أحد وليس ألتزاماً بمبدأ محدد، ويمكن أن نوضحه في مناقشة (سارتر) لشخصية (بودلير)، فقد هاجم في هذا البحث عجز (بودلير) وتناقضه وأنقسامه بين قيود التقاليد والأخلاق والرغبة في الطهارة من ناحية والشذوذ والدعارة من ناحية أخرى، فقد رفض أن يجعل من خطاياه مذهباً، اي رفض أن يلتزم، ولو كان قد الإلتزام ألتزاماً حراً لجعل طريق الخطيئة أو طريق النقاء والأستقامة مشروع حياته ومثله الأعلى.
يستوي الطريقان والمشروعان أمام المنطق ولكنهما يتمايزان أخلاقياً من حيث التصاق كل منهما بصاحبه، وبقدر أصالة ووعي الألتصاق تكون حرية الألتزام عن الأخلاق بالمعنى المفهوم، ولكن (سارتر) أستدرك بأن وضع مقياساً آخر للألتزام هذا المقياس هو التساؤل “ماذا لو تصرف الآخرون مثلي” ومن هنا يخرج الألتزام من الذات إلى الآخرين فتصبح المسؤولية عن الفعل مسؤولية عن الذات وعن العالم كله، ومعنى القياس الأخير إذا أردنا البعد عن المتاهات الفلسفية هو ببساطة “ عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به” لكن (سارتر) كان أشبه دائماً بالفلاسفة الألمان في محاولته تدليل أذنه اليسرى بيده اليمنى.. ومهما يكن من دفاعه أو دفاع حوارييه عن التزامه فأنه ليس ألتزاماً بمبدأ محدد، ولكنه في معظمه دعوة إلى تحقيق الذات والأنطلاق، وهي دعوة رومانسية في جوهرها مهما قيل في تبريرها وأعادة تفسيرها.
ومن أمثلة أقوال (سارتر) المأثورة التي تعوزها دقة عالم النفس الذي يدرك ما في طبيعة الإنسان من تعقيد في ديالكتيك النمو العقلي ومستويات الشعوروتأثر الإنسان بالوراثة قوله: ”لا فرق بين الإنسان والحيوان إلا في شيء واحد وهذا الشيء هو الإرادة العاقلة، نعم العقل هو الذي يميز الإنسان عن الحيوان، والحيوان عبد أبدي للطبيعة لأنه محكوم من الخارج بقوانينها ومن الداخل بغرائزه..
أما الإنسان فهو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يقاوم الجبر ويتحرر من أسر الطبيعة وضعفها ، وهو يستطيع أن يفعل ما لا يفعله الحيوان، لأن له عقلاً يفهم به الأشياء ، عقلاً لم يحظ به الحيوان. الإنسان إذن وحيد في الكون، ليس له ما يعتمد عليه إلا نفسه، والإنسان أذن مسؤول عن نفسه لأن له عقلاً يفهم به أغلال الحياة، وإرادة عاقلة يحطم بها هذه الأغلال، وكل ما في الطبيعة عبد مسير إلا الإنسان، فهو وحده مخير ، فلأن له عقلاً فهو مختار، ولأنه مختار فهو مسؤول”.
والإنسان عند (سارتر) مسؤول، مسؤول عن نفسه ومسؤول عن غيره، فـ(سارتر) لا يقصد بالإنسان فلاناً أو علاناً وأنما يقصد كل الناس، كل أفراد الإنسانية، كل إنسان مسؤول، مسؤول عن نفسه وعن بقية أخوانه في الإنسانية، وأطلاق القول بأن الإنسان مخير لا يحد من حريته شيء، فيه تسطيح شنيع لمسألة الجبر والأختيار التي طالما شغلت الفلاسفة ورجال الدين ولا تزال تشغل رجال علم النفس المحدثين.
ومن أقواله الحماسية أيضاً قوله: ”ليس في قوانين المجتمع ولا في قيم الأخلاق ما هو ثابت أزلي ولا يمكن تغييره، ليس في الإنسان طبيعة إنسانية لا يستطيع الإنسان أن يغيرها ويراقبها وينجو بها نحو خيره وكماله، كل إنسان قادر على صنع حاضره وتقرير مصيره، وكل إنسان يختاره لنفسه، والإنسان هو ما يختاره لنفسه في الحياة، الإنسان هو مجموعة أعماله .
والإنسان لا يكون إنساناً إلا إذا (ألتزم) بشيء واحد، وهذا الشيء هو قضية الحرية، الحرية لنفسه والحرية لبني جنسه، والحرية في فرنسا والحرية في كل مكان”.
ومن أطرف ما يلاحظه كتاب سيرة (سارتر) أن حياته مليئة بكلمة (لا) فهو عندما كان طفلاً في الثانية من عمره قيل له أن اباه في رحلة بعيدة، فقال لا بل أنه مات، وأندهشت أمه التي أستعدت لتتزوج رجلاً آخر، واندهشت جدته وثارت وأتهمت أمه بأنها هي التي همست في أذن الطفل الصغير بما اصاب والده في الشرق الأقصى، لكن (سارتر) الصغير بذكائه الحاد قد أدرك أن هذه القصة يكررونها على مسامع الأطفال عندما تقع في البيت كارثة.
وعندما كان في الثالثة من عمره أتجه إلى القراءة ولكنه لم يتمكن من فهم كل الكتب التي تصادفه في البيت وكان يطلب إلى جدته أن تروي له القصص، وكانت جدته تروي له القصص المعروفة للأطفال ولكنه كان يضيق بها، وكان يوقظها من نومها ليروي لها هذه القصص بشكل آخر، ففي قصة (ليلى والذئب) التي هاجم فيها الذئب ليلى في الغابة وراحت ليلى تبكي حتى أنطلق أحد الرعاة فأنقذها، راح (سارتر) يرويها بصورة أخرى وجعل ليلى تتمكن من نزع جلد الذئب وتخويفه ، فهي أيضاً تحولت إلى ذئب، ولما قالت له جدته (أن هذه قصة أخرى) كان رد (سارتر) “لا ، بل يجب أن تكون القصة هكذا”.
وظل (سارتر) الصغير يقول: ”(لا) لكل القصص والأساطير اليونانية والنظريات السياسية، ولكنه لم يقل (لا) وينطلق هارباً، أنه يقول (لا) ويتوقف ويشرح ويبدل ويغير، أنه لا يقول (لا) لينهي جملة أو ينهي موقفاً، أنه يقولها وبعد ذلك يبدأ في رأي جديد.
وبينما كان على الحدود الفرنسية وقع اسيرا في ايدي قوات الأحتلال الألماني، وبعد 11 شهرا أفرجوا عنه، ولكن (سارتر) ظل أسيراً لشيء آخر لم يتخلص منه، فقد بقى (سارتر) أسيراً للفلسفة الوجودية الألمانية التي يتزعمها (مارتن هيدجر).
وبعد ذلك بـ 20 عاماً فقط أستطاع (سارتر) أن يقول (للوجودية الألمانية: لا) فقد كانت الوجودية الألمانية لا تهتم بالإنسان الفرد وأنما تهتم بوجود الإنسانية عموماً، وكانت هذه الفلسفة عالمية، وفوق مستوى الناس وفوق مستوى مشاكلهم ومتاعبهم اليومية ، ولذلك كان لا بد لـ(سارتر) أن يلتقط الخيط ويصنع أجمل نسيج فلسفي أدبي ظهر في القرن العشرين، ولعل أصدق وصف لـ(سارتر) هو ما وصفته به الأكاديمية السويدية، ففي تقرير منحه جائزة (نوبل) التي رفضها: بأنه أحد الرجال القلائل الذين أثروا في الفكر الأوروبي في عصره مستعينا بخياله المبدع وقدرته الحاذقة على النفاذ إلى أعمال الضمير الأوروبي وأكثرهم صدقاً وأخلاصاً في البحث عن الحقيقة والدفاع عن الحرية والسلام، واخيراً فالإنسان ليس إلا ما يفعله، وما يفعله هو بمحض إرادته ، وما دام ما فعل فهو مسؤول عن النتائج ، إلا شد ما أثرت فيه الحرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://basmafoda.yoo7.com
 
سارتر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جان بول سارتر
» جان بول سارتر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بسمة :: الفئة الأولى :: المنتدى العام :: معلم الفلسفة-
انتقل الى: