بركان أيسلندا يصيب العالم بالشلل

شركات الطيران تطلب فتح بعض الممرات الملاحية وتنتقد طريقة إدارة الأزمة تعرضت المناطق الريفية في أيسلندا لهزات أرضية قوية ناجمة عن البركان الذي أصبح يمثل تهديدا لألوف المسافرين عبر أوروبا . وأطلق البركان سحبا متصلة من الرماد في الجو، وتحرك الرماد الناجم عن البركان نحو الجنوب الشرقي باتجاه أوروبا مبتعدا عن العاصمة ريكيافيك وغيرها من المراكز الأخري الأكثر اكتظاظا بالسكان، مما أرغم المزارعين ومواشيهم علي البقاء في المنازل، فيما خيمت سحابة من الرماد علي المناطق المحيطة . وقال اولافور جريمسون الرئيس الايسلندي : " اننا نبذل قصاري جهدنا للتأكد من نجاة الريف في هذه المنطقة من هذه الكارثة ." واضاف انه يصعب تقييم تأثير ذلك علي السياحة التي خرجت للتو من ركود عميق، مشيرا إلي أن الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة سلطت الضوء علي ايسلندا وان البلاد ربما تجتذب عددا اكبر من الزوار . وأوضح أن ما يشاهد في ايسلندا هو عرض لقوي الطبيعة، وان هذا منظر لا يمكن رؤيته في مكان آخر من العالم وهو امتزاج ثورة بركانية وانهار جليدية . وأعلن مكتب الأرصاد الجوية في أيسلندا ان الهزات الناجمة عن البركان زادت شدتها وزادت عما كانت عليه قبل يوم، لكن سحابة الرماد المتصاعد من البركان انخفضت إلي ارتفاع يتراوح بين 4 و5 كيلو مترات من 11 كيلو مترا عند بداية الثوران في الأسبوع الماضي . وأعلنت مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية أن سحابة الرماد البركاني المنبعث من البركان الأيسلندي المتفجر قد تبلغ السواحل الكندية . وأشار اينار كيارتانسون المتخصص في علم الجيولوجيا بمكتب الأرصاد أنه توجد بعض الإشارات التي تدل علي أن الثوران سيهدأ وأخري تظهر أنه لا يتراجع . واضاف أن الإشارات الايجابية بالنسبة لسكان المنطقة أنه لا يوجد تهديد فوري بمزيد من الدفقات التي يطلقها البركان . ووقعت ثورة البركان تحت نهر ايجافجالاجوكول المتجمد وهي مقصد لهواة المشي علي بعد حوالي 120 كيلومترا الي الجنوب من العاصمة ريكيافيك . ويعتقد كيارتانسون أن البركان أذاب نحو 10 في المائة من نهر الجليد لكن الذوبان ربما يكون قد تباطأ في الساعات الاخيرة . لكن ذلك لا يعني أن أوروبا سترتاح كثيرا من سحابة الرماد التي تملأ الطبقة العليا من الغلاف الجوي بجزيئات صغيرة من الزجاج والصخور المفتتة التي تهدد محركات الطائرات وهياكلها . ويبلغ سمك نهر الجليد فوق قمة البركان حوالي 200 متر وهو سمك أقل من كثير من الأنهار الجليدية علي قمم براكين أخري ثارت في العصور الحديثة . ويعني ذلك أن هناك ثلجا وماء أقل لإخماد الثوران والتدفق الناجم عنه، مما يعني انطلاق المزيد من الرماد الكثيف . وأعلن فيدير رينيسون من إدارة الحماية المدنية أن بعض المناطق قرب البركان كانت غارقة في ظلام دامس خلال ساعات النهار، مشيرا إلي وجود أماكن لا يري فيها كف اليد . واعلنت المنظمة الدولية للنقل الجوي ( اياتا ) ان شركات الطيران العالمية تطلب فتح بعض الممرات الملاحية علي الاقل، منتقدة طريقة إدارة السلطات لأزمة سحب الرماد البركاني . وقال جيوفاني بيزينياني مدير الاياتا خلال مؤتمر صحفي لجمعية الصحفيين المحترفين في قطاعي الملاحة الجوية والفضاء : " نحن بعيدون جدا عن الشعور بالرضا علي الطريقة التي ادارت بها الحكومات الازمة ". وطالب بقرارات تستند إلي أوضاع حقيقية، بينما يشكل إغلاق جزء من المجال الجوي الاوروبي خسارة في الربح تبلغ 200 مليون دولار يوميا علي الاقل لشركات الطيران . وقال بيزينياني ان تقييم الخطر يفترض أن يسمح بإعادة فتح بعض الممرات بدلا من إغلاق كل المجال الجوي . وأوضح أن حجم هذه الأزمة بات اكبر من آثار 11 سبتمبر 2001 . وقام عدد من كبري الشركات الجوية الاوروبية برحلات اختبارية خلال اليومين الماضيين لتقييم التأثير المحتمل لسحب الرماد المنبعثة من بركان أيسلندي علي الطائرات، واعتبرت أن سلطات الطيران المدني بالغت في ردها علي هذه الأزمة . واعلنت شركة كي . ال.ام الهولندية التي تحدثت عن العمل بالتعاون مع شركة لوفتهانزا الالمانية، انها قامت بتسع رحلات جوية اختبارية . واعلنت ايلن فان جينكل المتحدثة باسم كي . ال . ام إن أن كافة الرحلات عادت الي مطار شيبول قرب امستردام . وأعلنت لوفتهانزا انها قامت بعشر رحلات بدون ركاب من فرانكفورت الي ميونيخ من دون ان يسجل اي عطل او ضرر . واعلن فولفجانج فيبر المتحدث باسم الشركة أنها لم تكن رحلات اختبار بل للتأكد من ان الطائرات التي تم تحليلها لم تتعرض الي اي ضرر ولا خدش علي الزجاج الامامي او المقصورة ولا علي جسد الطائرة او محركيها . وقال مدير ثاني شركة جوية ألمانية وهي اير برلين جواشيم هونولد في اسبوعية بيلد سونتاج إن اغلاق المجال الجوي تم فقط استنادا الي معطيات محاكاة معلوماتية قام بها مركز فولكانيك اش ادفيزوري في لندن . واضاف أن في ألمانيا لم ترسل ولو كرة رصد جوي واحدة لقياس نسبة الرماد البركاني في الجو . واعلن كلاوس فالتر لمجلة بيلد ان حظر التحليق استنادا فقط الي حسابات معلوماتية تسبب بخسائر اقتصادية تقدر بالمليارات . وطالب بتقديم إجراءات ذات مصداقية قبل فرض الحظر علي الطيران . وأعلنت شركة اير فرانس انها قامت بعدة رحلات جوية بدون ركاب تهدف الي التحري في انعكاس سحب الرماد البركانية علي الطائرات . وقرر علماء ألمان القيام برحلة لقياس نسبة جزيئات الرماد البركاني المتضمنة في السحب الأيسلندية . واعلن اندرياس شوتز العضو في مركز اوبرفافنهوفن ( بافاريا ) أن الرحلة لأخذ عينات حتي علو عشرة كيلومترات، أي أعلي من العلو الذي تحلق فيه معظم طائرات نقل الركاب . وأضاف ان مجمل المعطيات التي سيجمعها الباحثون سيتم الاستفادة منها علي الفور ونقلها إلي جهاز الرصد الجوي الألماني .