لتقى د. أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، مع الدكتور على جمعة، مفتى الديار، للاتفاق على «مراجعة كتب التربية الدينية المدرسية وفقا لمعايير يحددانها معا»، طبقا لما أعلنه بيان للوزارة.
وبحسب البيان، فإن بدر أرسل من قبل كتب التربية الدينية الإسلامية إلى الأزهر، وكتب التربية الدينية المسيحية إلى الكنيسة لمراجعتها.
وفى السياق نفسه، كشف تقرير لجنة القيم حول مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بالتعليم الأساسى عن أن معنى المواطنة «لا يعدو فى هذه المناهج أكثر من معانى الفخر بالتاريخ الذى هو سير الحكام وليس مسيرة الشعوب، من جهة، والتنمية السياحية من جهة أخرى، فى حين يحدد الخبراء مفهوم المواطنة فى مجموعة من «الحقوق والواجبات والمشاركة التى تؤدى إلى الانتماء».
وترعى وزارة الأسرة والسكان لجنة القيم، وتضم فى عضويتها خبراء من مختلف التخصصات فى مقدمتهم د. على جمعة، المفتى، والأنبا بسنتى، أسقف حلوان، ود. أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، وبدأت عملها قبل شهور بالبحث فى «مدى تضمن المناهج الدراسية لقيم المواطنة وتعزيز الانتماء وعدم التمييز بين المواطنين بسبب النوع أو العقيدة أو اللون أو الاصل الاجتماعى أو الاعاقة أو أى وجه آخر، منذ حادثة نجع حمادى ليلة عيد الميلاد»، طبقا لما كشفته «الشروق» من قبل.
وأوضح التقرير الذى شارك فى إعداده خبراء فى حقوق الطفل واللغة العربية والتربية السكانية ــ أن بعض دروس اللغة العربية تفتقد إلى أى أفكار خاصة بالمواطنة رغم ذكرها كأحد الأهداف أو القضايا المتضمنة فى هذه الدروس، كما تخلو أيضا من أى نص حول حقوق الطفل (سواء من اتفاقية حقوق الطفل أو من قانون الطفل) رغم ذكر حقوق الطفل كقضية متضمنة فى أهداف الكثير من دروس اللغة العربية.
وبين التقرير أنه رغم احتواء منهج الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائى على وحدة كاملة حول «نظام الحكم والقوانين فى وطنى»، تتناول اختصاصات رئيس الجمهورية والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأهمية القانون وإشارات بسيطة لقوانين المرور والبيئة ووثيقة حقوق الطفل، إلا أنه يحوى أخطاء تتعلق بمعنى الدستور والتشريع.
وأشار التقرير إلى أنه رغم تضمن منهج الدراسات الاجتماعية للصف الخامس الابتدائى على درس كامل حول الحقبة القبطية فى مصر ــ كما أن هناك إشارات عديدة فى مناهج اللغة العربية إلى الآثار القبطية ــ إلا أنها تفتقر إلى الربط بين الحقبة القبطية والواقع الحالى للمجتمع المصرى، ولا تركز على فكرة التواصل الحضارى للشعب المصرى بالرغم من التحولات الدينية والثقافية التى مرت به، كما لا يتضمن معلومات حول مدة هذه الحقبة التى امتدت إلى ستة قرون، ولم تتطرق إلى تأثير اللغة الهيروغليفية والقبطية على اللهجة المصرية العامية، أو التواصل بين الفن القبطى والأرابيسك الإسلامى.
ولفت التقرير إلى أن دروس التاريخ فى جميع الصفوف مصاغة بطريقة تعكس تاريخ الحكام والقادة أكثر من تاريخ المصريين وكيف نالوا حقوق المواطنة عبر التاريخ، وينعكس هذا فى أسماء الدروس (صلاح الدين الأيوبى والدولة الأيوبية ــ أحمد عرابى ومقاومة الاحتلال الإنجليزى ــ سعد زغلول وثورة 1919 ــ جمال عبدالناصر وثورة 1952 وثورة 1919)، وليس هناك سوى إشارة واحدة فى منهج الصف السادس الابتدائى للتعبير عن الوحدة الوطنية هى (ثأر الشعب المصرى كله مسلمون ومسيحيون ضد الاحتلال الإنجليزى).
واقترح التقرير أن يتطور درس ثورة 1919 فى منهج الصف السادس الابتدائى ليشمل أن الوفد المصرى الذى طالب بالاستقلال شارك فيه المسلمون والأقباط جنبا إلى جنب، وأن أول دستور مصرى عام 1923 قد جاء بمشاركة من جميع طوائف الشعب، وأن شعار الثورة كان «الدين لله والوطن للجميع» كان يعكس التوافق والاتحاد المصرى فى مواجهة الاستعمار والمطالبة بالاستقلال، وأن ينعكس التنوع الثقافى والدينى المصرى من خلال تنوع أسماء الشخصيات فى المناهج المختلفة.
وأوصى التقرير تضمين المناهج ما يركز على أن يدرك الطفل من خلال المنهج أنه مواطن صغير له حقوق وعليه واجبات، وأن تتناول الدروس بعض مشاكل الطفولة مثل (عمالة الأطفال ــ أطفال الشوارع ــ تسرب الأطفال من التعليم ــ زواج الأطفال) من منظور حقوق المواطنة وحقوق الطفل وليس من منظور خيرى.