خبراء: لم يكن هناك مبررا لما فعله «بدر» بشأن المناهج الإسلامية ولذلك تراجع المفتي
أكد خبراء التعليم أن تراجع الدكتور علي جمعة ـ مفتي الجمهورية ـ عن مراجعة مواد التربية الإسلامية المقررة علي جميع الصفوف بدءاً من الصف الأول الابتدائي وحتي الثالث الثانوي يعد دليلاً علي أن وزير التربية والتعليم والمفتي ارتكبا خطأ كبيراً وعقدا مؤتمراً صحفياً للإعلان عن قرار، أظهرت الأيام الماضية أنه خاطئ وجاء بشكل غير مدروس، خاصة من وزير التعليم الذي تعود علي ذلك الأمر في الفترة الأخيرة.
وقال مصدر بوزارة التربية والتعليم: لا يصح أن نضع مادة جديدة كلما أردنا أن نعلم الطلاب شيئاً ما فذلك يشبه قيامنا بهدم رصيف الطريق كلما زاد عدد السيارات، وأضاف المصدر قائلاً: الطالب يجب ألا يدرس أكثر من 8 مواد، وبمنطق وزير التربية والتعليم «أحمد زكي بدر» سيدرس كل عام مادة إضافية جديدة، ومادة الأخلاق يمكننا أن نجعلها «متغلغلة» في باقي المواد بدلاً من كونها مادة وحيدة.
وفي الدول الأخري كأمريكا مثلاً يدرس الطلاب المواد العلمية وحقائقها في إطار مادة اللغة الإنجليزية وهنا يمكننا تدريس الأخلاق في اللغة العربية والتربية الوطنية ودروس التاريخ، والمفتي أراد أن يبرئ نفسه مما سينسب لبدر من مخالفة القانون والدستور بعرض مناهج التربية الإسلامية علي المفتي لمراجعتها رغم أن الأزهر هو المختص بذلك.
وأشار «المصدر» إلي أن «بدر» اعتقد أنه يفعل شيئاً جديداً فمادة التربية الأخلاقية ألغيت أيام حسين كامل ـ وزير التعليم الأسبق ـ بعد تنفيذها، كما أن يسري الجمل توصل إلي إدخال مفاهيم المواطنة والعدالة في المناهج بدلاً من إقرار مواد دراسية جديدة. وقال «المصدر»: لم يكن هناك مبررات لما فعله بدر مع المفتي.. هو عايز يعمل حاجة لنفسه بس مش عارف، ودي نهاية كل القرارات اللي تتاخد دون تخطيط. أما الدكتور محمد عبدالظاهر ـ عميد كلية التربية السابق ـ فقال: ليس من وظيفة المفتي ما عرضه عليه بدر، فلماذا أقحم نفسه في الموضوع بهذا الشكل؟! فلم يكن هناك ما يدعو إلي أن يحمل نفسه قراراً خارج اختصاصه اتخذه وزير التعليم دون تفكير، و«بدر» واضح أنه لم يستشر أحداً في هذا الموضوع رغم أنه قرار يحتاج لرأي مؤسسة وليس فرد بذاته، وأضاف عبدالظاهرة أن قرارات وزير التعليم غير مدروسة وليس هناك أسانيد للرجوع إليها، ويكفي أنه أعطانا نموذجاً لكون الواسطة «هي اللي بتحل الموضوع» في مسألة مدرسة الخلفاء الراشدين واعتبر عميد التربية السابق أن «بدر» رجل خارج الاختصاص تماماً.