تصريحات بدر حول إلغاء العلمي والأدبي تثير القلق

أثارت تصريحات د.أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم الجدل الشديد حول إلغاء الشعبتين الأدبية والعلمية في مرحلة التعليم الثانوي.
يري خبراء التربية أن ذلك اهدار لموارد الدولة التي تنفق علي تنفيذ الخطط المختلفة واقترحوا تنفيذ نظام المدرسة الشاملة الذي يضم كافة نظم التعليم.
في حين تخوف التلاميذ وأولياء الأمور من التغيير في النظام الحالي تحسباً لتكدس المواد المقررة عليهم.
القدرات العقلية والتحصيل
يقول د.حسن شحاتة الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة عين شمس إن محاولة وزير التربية والتعليم الغاء نظام الأدبي والعلمي هي اجتهاد منه لتقديم امتحانات بلا توتر أو ازعاج وهدفها قياس القدرات العقلية لدي الطالب وقدرته علي التحصيل في وقت واحد ويميز بين الطالب المتفوق والطالب العادي.
أشار الي أن الغاء هذا النظام سيقضي علي ظاهرة التفوق الوهمي حيث يحصل كثير من الطلاب في امتحانات الثانوية العامة علي مجاميع مرتفعة جداً ورغم ذلك لا يدخلون الكليات التي يريدونها لذلك يحاول الوزير أن يضع الثانوية في اطار المنافسة العالمية ولا تصبح امتحانات الثانوية العامة شرطاً وحيداً بل يتبعها امتحانات أخري في الميول والقدرات وبذلك يصبح لدينا مضمون جديد للثانوية العامة من أهم مميزاته القضاء علي الدروس الخصوصية لأن هناك مواد لا تدخل في المجموع وكذلك يميز بين الطلبة حسب قدراتهم العقلية وحسب ميولهم كما أنه يساعد علي النجاح في التعليم الجامعي ويقضي علي رسوب الطلبة المتفوقين في الثانوية في كليات القمة.
يؤكد بالرغم من أن النظام لم يتم الإعلان عنه إلا أن مؤشراته تدل علي أنه في مصلحة الطالب لأنه سيلحق الطالب بالكلية التي يريدها حسب قدراته ويساعد علي انتظام الدراسة في المدرسة ووجود الطلبة طوال السنة الدراسية بها ويري أنه من الأفضل أن تكون الثانوية العامة سنة واحدة.
مميزات وعيوب
يري الدكتور عبدالعظيم صبري أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية تربية جامعة حلوان أنه لابد من دراسة الموضوع من قبل الخبراء للتعرف علي مميزاته وعيوبه لكي نحصل علي أفضل النتائج والأصلح لطلاب الثانوية العامة لأن القرار في هذا الموضوع لا يأتي باسلوب فردي.
يتصور أن طالب الشعبة العلمية لابد أن يتعرف علي مواد الشعبة الأدبية والعكس لكي يكتسب خبرات أكثر.
يعتقد أن اقتصار الثانوية العامة علي سنة واحدة والغاء نظام العلمي والأدبي يجب أن يراعي النسبة والتناسب بين مواد الشعبتين لأن الطالب سيكون معه أكثر من 12 مادة في هذا العام علاوة علي أن جميع الكليات ستكون مفتوحة للجميع ومن يحصل علي مجموع أعلي سيدخل كليات القمة.
يوضح أنه لابد أن يتضمن التطوير علي بقاء الثانوية العامة 3 سنوات بعد صرف عليها ميزانية كبيرة جداً علي هذا النظام وتمت دراسته بعناية.
العلوم التطبيقية والإنسانية
يقدم الدكتور صلاح عرفة وكيل كلية تربية جامعة حلوان تصوراً في حالة الغاء النظام العلمي والأدبي وهو أن يأخذ كل الطلبة المنهج المحوري الأساسي بالاضافة الي مجموعة مؤهلة من العلوم التطبيقية والإنسانية وذلك بجانب اختبارات القدرات التي تؤهل للالتحاق بالجامعة.
يضيف أن هذا النظام تطبقه المانيا والدول المتقدمة مشيراً الي أنه لا يوجد في الدول المتقدمة نظام الأدبي والعلمي بل يوجد ما يسمي بالعلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية وهي تشبه نوعاً ما العلمي والأدبي ولكنه أفضل في تطبيقه لأنه يحدث توازناً بين المواد العلمية والأدبية.
التأني في اتخاذ القرار
أكدت د.ماجدة مصطفي عميدة كلية التربية بجامعة حلوان أهمية أن يكون الطالب علي علم بالتخصص الذي يدرسه بالاضافة لتوسيع معارفه بدراسة مواد أدبية إذا كان ينتمي للمجموعة العلمية ودراسة مواد علمية إذا كان ينتمي للمجموعة الأدبية فالالمام بالمعارف من أهم متطلبات العصر الحديث.
أضافت أن لجنة تقرير التعليم تعيد النظر حالياً في مشروع تطوير التعليم الثانوي ولا يجب أن نسبق الأحداث وعلينا التأني في اتخاذ القرار.
صيغة تحظي بتوافق شعبي
يقول عقيل رفاعي أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية المساعد بالمركز القومي للامتحانات إن هناك صيغ ونماذج متعددة للتعليم الثانوي تم تجريبها من قبل ولكن الأزمة ليست في التوصل لصيغة محددة بل في الوصول الي أكبر توافق شعبي عليها باعتبارها الأفضل فالمشكلة ليست في الغاء العلمي والأدبي أو بقائه ولكن في الوصول بالنظم المستحدثة الي القبول بتطبيقها وتعميمها.
أوضح أن أكثر النظم التعليمية ملائمة للوضع المصري هو نظام المدرسة الشاملة التي تقوم علي دراسة المواد العلمية والعملية بما فيها المواد الأدبية والنظرية علي أن يتم توزيع خريجيها بنسب بين سوق العمل والالتحاق بالتعلمي العالي علي أن توزع النسبة المتبقية علي قطاعات التعليم الصناعي والفني.
أكد علي أن نجاح التطبيق مشروط بتوافر مقوماته التي تتمثل في الامكانات المادية والبشرية بما فيها من متطلبات التكنولوجيا والمعامل والورش بالاضافة للتنمية المهنية للمعلمين بالاضافة لإعداد نظام ومعايير محددة لقياس مستوي التلاميذ وأيضاً إعداد مناهج خاصة واسلوب تقييم مناسب.
أوضح أنه في هذه الحالة سيتم توحيد نظم التعليم المختلفة ودمجها في نمط واحد قائم علي قدرات الطالب وامكانياته لذا فإن الغاء الأدبي والعلمي لن يكون مشكلة خاصة مع وضع معايير وزن نسبي للمواد التي تدرس سواء العلمية أو الأدبية.
رفض المواد المؤهلة
أشار الي أنه يتحفظ علي اقتراح المواد المؤهلة للالتحاق بالكليات العملية المختلفة لأنه يعطي الفرصة للواسطة والمحسوبية للتدخل في عمليات النجاح والرسوب بالنسبة للطلاب المتقدمين بالاضافة الي أنه لا يراعي رغبات الطلاب المتقدمين وميوله العلمية وبالتالي فإن الدرجات وحدها يجب أن تكون معياراً للالتحاق بأي كلية سواء عملية أو أدبية.
الطلاب يتمسكون بنظام الشعبتين
في حين رفض طلاب المرحلة الثانوية الغاء نظام الشعبتين الأدبية والعلمية خوفاً من تكدس المواد التي تدرس خلال العام الدراسي.
يقول هيثم وحيد بالصف الثالث الثانوي إن الغاء نظام الشعبتين يعني دراسة كافة المواد كما كان متبعاً من قبل مما يمثل عبئاً اضافياً علي الطالب والأسرة حيث ستتضاعف الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.
أضاف محمد صابر وأحمد منصور بالصف الثاني الثانوي أن النظام الحالي يشهد معاناة من التلاميذ بسبب مذاكرة المواد المتخصصة فماذا سيكون الوضع اذا تضاعفت المواد المفترض دراستها خلال السنة الدراسية.
التخصص أفضل
في حين يري محمد حسين وعبدالحميد سليم بالصف الثاني الثانوي أن الأمر لم يحسم بعد بخصوص عدد المواد التي ستدرس ولكن نظام التخصص أفضل وأكثر ضماناً لسهولة الالمام بالمعارف ومذاكرتها بعيداً عن التعقيد.
تعليم قوي
ولأولياء الأمور رأي في هذا التعديل حيث يري حمدي عبدالحافظ ولي أمر التلميذ محمد بالصف الثالث الاعدادي أن الغاء هذا النظام يعد تحولاً مهماً في نظام التعليم وتطويره وبذلك ينتج عنه تعليم قوي ربما يحاكي تعليم الدول التي سبقتنا.
من جانبها تقول ليلي محمود ولي أمر التلميذ سعد محمد بالصف الثاني الثانوي إنه بداية لانقاذ التعليم ويقلل من الدروس الخصوصية ويعطي فرصة أكثر للطلاب للالتحاق بالكليات لأنها ستكون متاحة للجميع.
أما مني فوزي ولي أمر التلميذة نهي رأفت بالصف الثاني الثانوي تقول: قرار الالغاء يحتاج الي حكمة ودراسة اجتماعية لأن العلمي لمن يريد والأدبي لمن يرغبه والمواد الأساسية تفرض علي الجميع في السنوات الدراسية السابقة قبل الثانوية لذلك نعطي له الفرصة لاختيار المواد التي يرغبها في الثانوية للالتحاق بالجامعة.
تشاركها في الرأي هدي رمضان ولي أمر الطالب أحمد محمود بالصف الثالث الثانوي: إذا كان نظام الالغاء في صالح الطالب فنحن نوافق عليه ولكن أتمني أن يرجع النظام القديم فهو أفضل نظام حتي الآن.